حديقة العشاق

من المعالم المميزة للربيع أن تكتسي الدنيا بلون ذهبي شاعري هو صفرة الخماسين.
وينفض الطير عنه خمول البيات الشتوي فتطير أسراب الهاموش في كل اتجاه لتعلن
مولد فصل الربيع .... ونغني :
أدي الهاموش عاد من ثاني ...... عاد الهاموش ثاني بأسرابه

وكم هو لطيف من الهاموش أن يتراكم فوق العشاق في حديقة عامة ستر و غطا
ليخفيهم عن فضول العيون والعوازل .

وذات يوم والعاشق يجلس مع أسرته السعيدة :
يسمع بيان المحافظة بأن الهاموش من الحشرات الزراعية التي تتجه إلى المزروعات
لا إلى الإنسان ..... فأدرك على الفور أنه من المزروعات .

هنا : يواجه والده في موقف مأساوي قائلاً :
أنا مش أبنك ... أنا عرفت كل حاجة
ثم يرتمي في أحضان أمه مودعاً ... شاكراً لها تربيتها له .


ويخرج من البيت هائماً على وجهه ... يبحث عن أسرته الحقيقية ...... متسائلاً :
إذا كان أصله فول حراتي ... أم أرنبيط .
وتحرص العاشقة على الوقوف إلى جانبه في محنة البحث عن أصله وفصله
وتلحق به وتجتذبه برفق وتجلس معه على شاطئ الترعة ثم تغيب معه في قبلة طويلة



ثم بعد القبلة تحرك شفتيها وكأنها " تستطعم " شيئاً
ويسألها العاشق في لهفة : لقيتي طعمي إيه ؟ بامية ؟ ... قلقاس ؟
فترد عليه وتقول : لا ... بصل
فيتركها مسرعاً إلى سوق الخضار ... ويحضن أول بصلة في سعادة ... ناطقاً :
أمي حبيبتي ... أمي حبيبتي
النهاية

مش منقول
وكنت قد طرحته في منتدى أخر منذ فترة