سيدتي:
لم يدر بخلدي يوماً أن أقف بدواتي وقلمي أمام محراب هواك لأسطر ما يمليه عشقك عليَ، ما كنت أتخيل أن أخترق كل هذه الحجب وأجدني أمامك دون حجاب أو ستار..
لا زلت لا أصدق أنني أبصرتك و شهدتك وسمعتك ..... نفس الوجه الملائكي .... نفس الصوت العذب الموسيقي
غريب ما صنع حبك بي...!!!
لقد صرت أعشق كل شيء حولي... صرت متيماً بهذا الكون ولمَ لا!!!...
ألا يكفي أنه ضمك، صرت أتلهف لمشرق الشمس وكيف لي أن أفوته وهو الإشارة الكونية على أنك ابتسمت، صرت أبتهج لضحكات الصغار، وحكايات الغربة والأسفار، صار الترحال في عينيك غايتي...
عجيب أن أراك في كل ما هو حولي... أأنت تشبهين الكون؟ أم أنت التي خلعت على الكون بعض صفاتك؟!
إشكالية الجمال أنت صنعتها... فهل الجمال منك ، أم أنت من الجمال؟؟
ما بال كل حسن في هذا الكون قد جاء من غيض حسنك...
أترين هذا البدر وضياؤه، وهذا الأفق وصفاؤه، أم هذا النجم وبريقه، لا بل هذا الزهر ورحيقه... أترين قوس قزح والألوان... أترين كل ما أبدعته يد فنان...
أترين كل هذا وغيره................
كنت أحسب أن جماله ذاتي واليوم علمت أن كل حسنه مستمد منك. فما نور البدر إلى ضياء جبينك، وما بريق النجم إلا لمعان لآلئ ثغرك، وما الرحيق ولا العبير ولا الرياحين و الأزاهير إلا من سنا عطرك...
وما تلك الألوان إلا معزوفة كونية تصطف فيها نغمات الضياء ونقرات المطر.... وما أخال الجمال الذي أبدعته ريشة الفنان إلا لأن طيفك قد مر بمخيلته.
آه يا طبيبة روحي و شافية علتي... بحبك رأيت معجزات زمن المسيح
أحلت شقائي إلى نعيم... وبنيت من حطام عمري صرح عشقك
أحسك نسيماً بين جحيم حياتي وبرد موتي