الحضري .. والأحتراف على الطريقة المصرية
قضية الأحتراف هي القضية التي تشغل بال المشتغلين في حقل كرة القدم منذ فترة طويلة والقضية على الرغم من أنها في كل الدنيا – صناعة وقانون – إلا أنها في مصر عباراة عن شعارات .
قضية الأحتراف هي القضية التي تشغل بال المشتغلين في حقل كرة القدم منذ فترة طويلة والقضية على الرغم من أنها في كل الدنيا – صناعة وقانون – إلا أنها في مصر عباراة عن شعارات .
ومع مشكلة الحضري الأخيرة بدأ الجميع يتحدث – فجأة – عن الأحتراف وقواعده وبنوده والعالم الأخر وأنقسم الجميع بين مؤيد للحضري ومعارض للحضري وهل الحضري يحق له الأحتراف أو لا ونسينا جميعا القضية الأساسية وهي قضية الأحتراف نفسه وكيف نتعامل معه .
كل لاعبي مصر وكل نقاد مصر عندما تأتي سيرة الأحتراف يتحولون الى – نجوم كلام – وكأنهم لا يسمعون أو يشاهدون الواقع الذي نعيش فيه وغالبا لا يريدون أن يتعلموا من تجارب الماضي أو من واقع نشاهده يوميا ونتكلم فيه سنويا .
وتعالوا نرصد أولا أقوال النقاد واللاعبين في قضية الأحتراف – الخارجي – كل النقاد واللاعبين يتكلمون عن الأحتراف بهذه الصيغة " الاحتراف مهم جدا للاعب كي يفيد المنتخب.. نفسنا بقى نبقى زي منتخبات كوت ديفوار والكاميرون ونيجيريا كل لاعبيهم محترفين هذا يصنع فارق كبير " هذا هو كلام النقاد واللاعبين .. تعالوا لتسمعوا النتائج " منتخب مصر هو بطل كأس الأمم الأفريقية 2006 و 2008 بدون وجود كتيبة من المحترفين أو وجود أكثر من لاعبين أو ثلاثة من تشكيلة المنتخب محترفين ؟؟ المنتخب المصري فاز بكأس الأمم الأفريقية 98 بلاعب واحد فقط محترف وباقي الفريق من المحليين !! هل تعطي هذه الإجابة أي علامة لكل نقاد الكرة في مصر وإلى اللاعبين ؟؟
لا يوجد لاعب مصري محترف – بلا مشاكل – بإستثناء أحمد حسن كابتن منتخب مصر ومن قبله هاني رمزي .. أما البقية فهي تلعب على خط وتترك ألف خط ومشاكل متعددة مع جماهير وأجهزة فنية و نقاد وحتى مع اللاعبين وفي النهاية إنتاج بالنسبة لمنتخب مصر تقريبا يساوي – صفر – بلا مبالغة .
إذا المشكلة ليست مشكلة عدد المحترفين لأن النتائج والواقع يؤكد أننا فزنا على – كتائب – من المحترفين لأننا نمتلك مقومات الفوز ونمتلك مقومات أن نكون محترفين – داخليا وخارجيا – ولكننا وببساطة شديدة " مش عايزين " ليه ؟ لعدة أسباب يصعب عليا سردها هنا " علشان ما أدخلش السجن " بعضها مرتبط بكرة القدم .. والأغلبية العظمى منها مرتبطة بحال وطن وشعب وسلوك وثقافة بلد !
فقط قبل أن تبحثوا عن الأحتراف أعرفوا قيمتكم أولا .. ونفذوا الأحتراف في وطنكم أولا ثم أبحثوا عليه في الخارج ثم بعد ذلك نتحدث عن أهمية الأحتراف في الخارج وهل هو مفيد أم لا .. ولكن أن يكون كل لاعب وناقد مقتنع تماما أن الحل هو الأحتراف بدون أي سبب وجيه فعليه أن يعود الى النتائج التي تقول أن المشكلة ليست في الأحتراف على الإطلاق .. المشكلة الكبيرة عندنا هي عدم وجود نظام وعدم وجود دوافع وعدم وجود تركيز من أي شخص على ما يفعله ويقوم به .
الكرة إنعكاس حقيقي وطبيعي جدا لحال المجتمع .. فرجاء لا تتكلموا عن إلتزام وأحترام وأحتراف في كرة القدم .. في ظل دولة " تغرق " في كل شئ وتغرق في " شبر مية " على من يتكلموا عن أحتراف لاعبي الكرة والنتائج المتوقعة من هذا الأحتراف أن يطلبوا من مسئولي الكرة ولاعبي الكرة أن يحترفوا أولا في مصر ويلتزموا بما يقومون به قبل أن يذهبوا الى الخارج ليفشلوا ثم يعودوا لنا .. ليقولوا .. " نفسنا نحترف " .
قبل أن تتكلموا في النهوض بكرة القدم .. فكروا بأحترافية كيف يمكن لهذه المنظومة أن تنهض في ظل تفكير – عقيم وبالي – كيف نتقدم ونحن لازلنا نفاجأ بأن لجنة الفيفا المكلفة بمتابعة إستعدادات مصر لكأس العالم للشباب 2009 تقول أن مصر لا يوجد فيها ملعب واحد " مطابق للمواصفات الدولية " وبعدها نتكلم عن التقدم والنهوض بالكرة وغيرها !!
كيف نكتشف أن نجيلة إستاد القاهرة الى الأن لا نعرف ماذا يحدث فيها ولماذا تظهر بهذا الشكل الأشبه – بجنينة ميدان التحرير - بعد أن صرفنا عليها 60 مليون جنيه مصري تقريبا !
قبل أن تتكلموا عن الأحتراف أيها السادة .. تكلموا عن الضمير .. وتكلموا عن العمل بجد بعيدا عن المصالح الشخصية أو الشهرة الخاصة أو التدليس على الجميع .. قضية الحضري هي ببساطة شديدة تعبير عن العقلية الأحترافية الموجودة لدينا وهي – الأحتراف يعني فلوس وجمهور شكله حلو وملعب مش – جنينة ميدان التحرير – وشوية معجبات ومعجبين وفي النهاية أنا نجم ومشهور جدا ولذلك يفشل أغلبية لاعبينا في الخارج لأنهم " بينخضوا " عندما يشاهدون الأحتراف الحقيقي والإلتزام بكل كلمة وبكل حرف يقال لهم وأن كل شئ – في التدريبات والملعب – محسوب بالورقة والقلم .
أنت محترف .. إذا أنت ملتزم لديك إلتزامات وعليك واجبات ولديك المناخ الصحيح الذي تمارس فيه نشاطك وعملك ولديك المقابل الذي يناسب ما تقدمه ولديك ضمير يحاسبك على ما تقوم به وعلى مسئولياتك وفي النهاية لديك هدف لتحققه " غير أنك تبقى ملك في مكانك طبعا !" .. من أكبر راس في مصر لحد أصغر لاعب كرة في مصر .. ممكن تحدد الكلام ده لنفسك ؟؟ سلاموا عليكوا .